الشتاء القارس والمهاجرون المشردون في لاكويلا.. أزمة إنسانية تتفاقم في إيطاليا

الشتاء القارس والمهاجرون المشردون في لاكويلا.. أزمة إنسانية تتفاقم في إيطاليا
مهاجرون مشردون في إيطاليا

في مدينة لاكويلا الواقعة في جبال منطقة أبروزو، تكشف الليالي الباردة عن واقع مأساوي يعيشه المهاجرون المشردون في إيطاليا، حيث اضطر حوالي ثلاثين شخصاً للنوم على الأرض وفي الأنفاق وزوايا مواقف السيارات، بعد اختفاء البطانيات التي كانوا يستخدمونها للحماية من البرد القارس الذي هبط إلى ثلاث درجات مئوية. 

غياب المأوى والبطانيات

مع اختفاء البطانيات، وجد المهاجرون أنفسهم عرضة للبرد القارس، واضطروا للبقاء في نفق فونتانا لومينوسا والطوابق السفلية قرب مقر الشرطة، وخلال وجودهم في مطبخ الحساء، حيث يمكنهم الحصول على وجبة ساخنة للفطور والغداء والعشاء، عبروا عن استيائهم من عدم توفر أماكن آمنة للنوم، مرددين "لا توجد أماكن.. علينا الانتظار" وفق "مهاجر نيوز".

وتشير التقارير إلى أن البطانيات والكرتون الذي كانوا يستخدمونه أزيلت بعد شكاوى السكان وبلاغات لأسباب أمنية وصحية، وفق ما أورد بعض السكان.

حالات طبية بسبب البرد

وأفاد بييرينو جيورجي، رئيس جمعية فراتيرنا تاو التي تدير نقطة تجمع للمشردين داخل إيطاليا، أن شاباً نقل إلى غرفة الطوارئ نتيجة تعرضه للبرد، مؤكداً أن الحاجة ماسة لتوفير الطعام والماء والملابس الدافئة، وتقوم الجمعية بجمع وتوزيع البطانيات والملابس، وتوفير أماكن للاستحمام والوجبات الساخنة، لكنها ترى أن الأزمة أكبر من إمكانياتها.

إلى جانب فراتيرنا تاو، تقدم شبكة أخرى من المتطوعين الدعم للمهاجرين، حيث نظم الأب عثمان برادا توزيع المساعدات، في حين جمع المركز الاجتماعي توريوني سان فرانسيسكو البطانيات والملابس الدافئة، وتبرع السكان بأكياس النوم والمعاطف لتخفيف معاناة المشردين.

تدفق المهاجرين وانتشار الشائعات

وصل المهاجرون مؤخراً إلى لاكويلا بعد انتشار شائعات على الإنترنت تزعم أن المدينة تسهل إجراءات اللجوء، واستجاب لها شباب معظمهم من باكستان وأفغانستان، وقد شاركوا مقاطع ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعي لإرشاد الآخرين إلى المدينة.

وعلى مدار أسابيع، انتشر مقطع فيديو باللغة البشتوية يزعم أن لاكويلا مكان مناسب لتقديم طلبات اللجوء، وتم حذفه لاحقاً من قبل منشئه الذي اعتذر عن نشره، موضحاً أنه لم يهدف إلى جلب عدد كبير من المهاجرين، بل لمشاركة معلومات مفيدة فقط.

إجراءات السلطات

استجابة لهذه الأزمة، كثفت الشرطة الإيطالية التفتيش عند مداخل المدينة ومحطات الحافلات، وفتحت النيابة العامة تحقيقاً في مقاطع الفيديو المنشورة على تيك توك التي شجعت الراغبين في اللجوء على التوجه إلى لاكويلا، مع التركيز على الفيديو باللغة البشتوية الذي تسبب في زيادة أعداد المهاجرين في المدينة.

الوضع في لاكويلا يعكس تحدياً إنسانياً مزدوجاً يتمثل في مواجهة البرد القارس ونقص الموارد الأساسية، إلى جانب تأثير المعلومات المغلوطة في حركة المهاجرين، ويبرز الحاجة إلى تدخل منسق لتوفير مأوى آمن وحماية حياة هؤلاء الأشخاص الأكثر ضعفاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية